كثيرة هي متطلبات الفتاة في فارس أحلامها تتراوح بين الشعور بالأمان معه إضافة إلى المقومات النفسية والاجتماعية والصفات الشخصية التي يتمتع بها وكذلك لا تختلف عند الشاب حينما يختار فتاة أحلامه وعروس أيامه
وشريكة عمره فيعمد إلى اختيارها بدقة وعناية، ويبقى التدين واحداً من أهم المواصفات التي يشترطها كل منهما في الآخر، فالشاب المتدين لدى الفتاة ليس بإمكانه أن يهين كرامتها أو يسيء معاملتها سيضع مخافة الله أمام ناظريه، والفتاة المتدينة كذلك ستحفظ أسراره وستجعل حياته بلون الفرح والسعادة.
ورغم هذا وذاك إلا أن الكثيرين من أولئك الذين اجتمعت قلوبهم على التدين والالتزام واجهتهم مشاكل فالتدين لديهم لم يكن متبوعا بحسن الخلق بل بتشدد وتذمر ومنع للحريات وانتقاص للحقوق التي فرضها الله للزوج على زوجته والزوجة على زوجها.
"لها أون لاين" في التقرير التالي يرصد آراء الفتيات والشباب لمفهوم التدين وحسن الخلق في الشريك ننقله إليكم بألسنتهم كما عبروا عنها:ـ
لبابة ذوقان فتاة فلسطينية تتمتع بهدوء ورزانة وحسن خلق وعلى قدر من التدين والالتزام بتعاليم الإسلام الحنيف، لذلك كان أولى وأهم شروطها في شريك الحياة أن يكون على قدر من الالتزام الديني كما هي أو أكثر.
تقول لبابة: "الخلق والدين هو الأمر الرئيس والأول الذي كنت أضعه شرطاً لشريك الحياة الذي سأرتبط به"،وأضافت:"أما الأمور الأخرى كالمستوى التعليمي والاجتماعي والمادي وغيرها فكانت تأتي في الدرجة الثانية أو الثالثة "، مشيرة إلى أن صاحب الدين والخلق أقدر من غيره في تحمل مسئولياته ومعرفة حقوقه وواجباته، إضافةً إلى أنه يعرف أكثر من غيره مكانة المرأة وحقوقها، وأنه سيضع نصب عينيه مخافة الله في معاملته لأهل بيته ولزوجته.
وحول تجربتها بالارتباط بشاب ملتزم دينياً قالت:" لقد وفقني الله في اختيار شريك حياتي فكان مثالاً للشاب الملتزم دينياً الخلوق، وجدت فيه الخلق الحسن والالتزام بالدين القويم وهو كل ما تتمناه الفتاة المسلمة في فتى أحلامها وفارس وشريك عمرها الآتي "، لافتة أنها ليست قاعدة عامة حيث يمكن ألا تنطبق على جميع الشباب الملتزمين مستدركة لكن صاحب الدين غالباً ما تتجسد فيه الأخلاق الحميدة والخلق الرفيع وطيبة النفس وتقدير مكانة المرأة، على حد تعبيرها.
حسن الدين والخلق معاً
أم أنس
تفصل المسمين عن بعضها البعض كمسميات لكنها تعتبر أنها شرط واحد لا يمكنهما الانفكاك والانفصال عن بعضهما في شريك حياتها، وبشيء من التوضيح قالت " بعض الشباب المتدين يحافظون على العبادات بينما تعاملاتهم لا تنطوي تحت لواء الدين في سلوكياتهم وهذه بعينها مأساة كبيرة، أن نفرق بين الالتزام الديني في العبادات والواجبات بينما التعاملات تكون وفقاً لأهوائنا وشخصياتنا المستمدة من العادات والتقاليد البالية، كالسطوة على الحقوق والتصلب في الآراء دون مناقشة ولا حوار فالدين أساساً المعاملة ".
وأضافت بذات نبرة الألم والوجع حينما نسأل عن الشخص ما إذا كان متدين فإن الإجابة تأتي بحماسة "نعم يصلي ويصوم ولا يترك فرضاً" وكأن التدين فقط يقتصر على العبادات بينما يتجاهل المعاملات وهذا ليس صحيحاً متسائلة كيف لي أن أحكم على إنسان يسيء معاملة أهل بيته بذيء اللسان يتهم بأمور تافهة أنه متدين مؤكدة أن المتدين لا يمكنه أن يكون سيء الخلق لأنه لو كان متدين على حق سيصبغ كافة تعاملاته بتعاليم الدين السمحة ولن يجعل الدين مدعاةً للتشدد وسلب الحريات.
وعادت لتؤكد قائلة " أتصور أن حسن الخلق والدين واحداً لا ينفكان عن بعضها البعض "، مضيفة " أحب الرجل الذي يؤدي واجباته الدينية والدنيوية أن يصلي، وأن يصل رحمه، أن يتصدق ويلبي حاجاتنا المادية، أن يغض بصره عن النساء ويتغزل بي كوني زوجته والوحيدة التي لها الحق في ذلك وأن يكون لطيفاً معي، أن يحسن علاقتي مع أهلي ويحثني أن أحسن علاقتي مع أهله بشكل متواصل إن شابها بعض التجافي بسبب مشاغل الحياة والعمل "
واستطردت:" أريد منه أن يساعدني على صنع الجنة في بيتنا وأن تكون جنة الله هي هدفنا، أريده أن يسامحني ويقومني أن أخطأت دون معايرة أو ذم أو إحباط، وكفتاة عاملة تريد من شريك عمرها أن يقف جوارها لمواجهة ظروف الحياة والعمل كما تريده مشجعاً مراعياً لوقتها وجهدها وهذا لن يتوافر إلا إذا كان شريكها متدين حسن الخلق. وفقاً لرأيها.
مسألة نسبية
فيما يرى علاء -36 عاما - أن مفهوم الالتزام الديني ومقتضياته وتجلياته مسألة نسبية، قائلاً:" الحكم على الالتزام لدى الطرف الآخر يختلف من إنسان لآخر "، ويرى علاء:" أن الالتزام نهج سلوكي ...