مروان ولد نشيط ومهذب، عمره 7 سنوات. يعيش مع أمه وأبيه وأخيه الكبير حسام وأخته الصغيرة هدى وعمرها سنة. وهو يحبهم جداً جداً.
عنده قصص ملونة جميلة، وأقلام رصاص وألوان خشبية اشترتها أمه له من المكتبة، وسيارات وقطار وألعاب جنود أيضاً. وفي العيد اشترى له أبوه دراجة رائعة.
حسام في الصف السابع، وعنده كتب كثيرة يقرأها. ولكن ليس فيها صور كثيرة مثل كتب مروان. وعنده أيضاً أقلام حبر يحل بها الواجبات، وكمبيوتر يجلس ويكتب عليه طويلاً وأحياناً يلعب عليها ألعاباً رهيبة ومثيرة. هو أحياناً يلعب مروان عليه. حسام يأخذ مروان معه دائماً إلى المسجد ليصليا وليحفظا القرآن.
سأل مروان أمه: لماذا كتب حسام ليس بها صور؟؟ وأقلامه تختلف عن أقلامي؟؟
قالت له أمه: لأن حسام في الصف السابع، وقد تعلم القراءة جيداً، وهو يستطيع تخيل الصور حتى إن لم ترسم، وقد تعلم أيضاً الكتابة جيداً فقليلاً ما يخطئ ولا يحتاج أن يمحي كثيراً لذا يكتب دروسه بأقلام الحبر، ولكنه ما زال يستعمل أقلام الرصاص مثل أقلامك حين يكتب بعض الدروس.
سأل مروان: ولماذا يجلس حسام على كمبيوتره طويلاً ولا يلعب معي؟؟
قالت الام: لأن حسام عليه العديد من الواجبات التي يحتاج أن ينجزها على الكمبيوتر، وحسام يحاول أن يلعب معك ولكنه أيضاً يحب أن يلعب ألعاب الكبار.
فكر مروان؛ أنا أحب حسام وأريد أن ألعب معه فترة أطول.
فجاءته في الصباح فكرة ( يجب أن أتخلص من كتب حسام ). ثم ذهب إلى المدرسة.
وهناك أخبر صديقه سامي بما يريد أن يفعل، فقال له: حسناً إذا تخلصت من كتبه فسيلعب معك أكثر ولكن .... أخوك حسام عنده أشياء أكثر منك وأجمل منك، لماذا؟؟
قال مروان :أمي أخبرتني أنه يحتاج هذه الأشياء لأنه أصبح كبيراً.
قال سامي: ونحن أيضاً كباراً يا مروان، فأنت تستطيع أن تكتب بأقلام حسام وتلعب على كمبيوتره ايضاً.
قال مروان: ولكن يا سامي لا يجوز أن أعبث بأغراض أخي؟؟
قال سامي: لن يراك أحد، أخوك يتأخر في المدرسة، اذهب إلى غرفته دون أن يراك أحد وجرب، إن الأمر سهل جداً جداً، أنا أفعل ذلك دائماً.
عاد مروان مسرعاً بعد المدرسة إلى البيت وكانت أمه تعد الطعام، فذهب إلى غرفة حسام دون أن يراه أحد، وأمسك بكتب حسام ووضعها في سلة المهملات وأغلق السلة حتى لا يراها أحد، وأخذ أحد أقلام حسام ووضعها في جيبه حتى يكتب به الواجب، ثم جلس ليفتح الكمبيوتر فظهرت له أشياء لا يعرفها وصار يحاول بالماوس ولكن لم يستطع فتح لعبة حسام، وفجأة دخل أبوه الى الغرفة ...
نظر مروان وهو خائف: أبي لماذا لم تذهب إلى العمل اليوم؟؟
قال أبوه: اليوم أخذت إجازة لأني متعب قليلاً. وقد رأيتك تدخل غرفة أخيك، ماذا تفعل؟؟؟
نظر أبوه إلى مكتبة حسام فوجدها مبعثرة والكمبيوتر مفتوح، وقال: ماذا فعلت بأغراض أخيك؟؟؟
نظر مروان إلى الأرض وقال: حسام لا يلعب معي طويلاً، وعنده أغراض أكثر مني.
اقترب منه أبوه ونظر إليه، وقال بصوت هادئ :ماذا فعلت؟؟ ولا تكذب علي؟؟
أشار مروان إلى سلة المهملات وأخرج القلم من جيبه، وحدثه عما فعل وعما قاله له سامي ..فأمسكه أبوه وأجلسه على حضنه، وقال له: مروان، أختك هدى.. صغيرة.. إذا ركبت دراجتك فستقع وتتأذى وقد تنكسر الدراجة أليس كذلك؟؟
أجاب مروان: نعم
قال الأب: فهل نشتري لها مثل دراجتك؟؟
قال مروان :لا يا أبي
قال الأب: وأختك هدى.. صغيرة... اذا أمسكت بقصصك ستمزقها، هل تحب أن نعطيها قصصك؟؟
قال مروان: لا يا أبي
قال الأب: مروان، إن من يحب أخاه لا يؤذيه ولا يتلف أغراضه، حسام عندما كان في مثل عمرك كان عنده أغراض مثل أغراضك، وأنت غداً عندما تصبح في الصف السابع سيصبح عندك مثله إن شاء الله، وعندما تكبر إن شاء الله وتصبح في مثل عمري ستشتري بيتاً وسيارة مثلي.
سكت مروان، وتابع أبوه: وأخوك حسام يحبك ويلعب معك ولكنه إذا ظل يلعب معك طوال الوقت فلن يتفوق في دراسته، هل تحب أن يكون أخوك كسولاً في المدرسة؟؟
أجاب مروان: لا يا أبي.
قال له أبوه: ألست تحفظ سورة الناس؟ اقرأها لي.
أجاب مروان: بسم الله الرحمن الرحيم. قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس. من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس.
قال له أبوه :هل تعلم ماذا تعني سورة الناس؟؟ تعني يا الله يا رب الناس ويا ملك الناس ويا إله الناس، إني أطلب منك وأستعين بك أن تحميني من الشيطان ووسوسته التي تجعلني أفكر وأعمل أعمالا سيئة، وتجعل بعض الناس يقولوا ويعملوا أشياء سيئة.
سأل مروان: ولماذا يوسوس لنا الشيطان؟؟
قال الأب: لأن الشيطان عدونا، لا يحبنا، ويريد منا أن نعمل أعمالا سيئة حتى لا يحبنا الله. ونحن نحب الله ونريده أن يحبنا، ففكرتك وفكرة سامي جاءت بسبب وسوسة الشيطان، فإذا أحسست بأن تلك الأفكار السيئة جاءتك اقرأ سورة الناس حتي يبعد الله الشيطان عنك ويطرده. فالله أقوى من الشيطان ومن كل الناس. وإذا قال لك أحد أفكار سيئة فاقرأ سورة الناس، وقل له أن تلك الأفكار السيئة من الشيطان. وأنك لن تطيع الشيطان، لأنك تحب الله وتريد أن يحبك الله.
فكر مروان قليلاً، ثم قال: أبي لن أعبث بأغراض أخي مجدداً ولن أؤذيه، وسأحاول دائماً أن أطرد الشيطان وأبعد وسوسته وأفكاره عني.
قال له أبوه: حسناً، دعنا نرتب غرفة حسام ونصلح الكمبيوتر قبل أن يعود ويغضب منك .
وتعاون الأب ومروان ورتبا الغرفة وأعادا كل شيء إلى مكانه.
وفي ذلك اليوم لعب حسام مع مروان كرة قدم، وبعد صلاة العصر قال
مروان :حسناً يا حسام الآن لن نلعب، فأنت يجب أن تدرس لتظل متفوقاً، وأنا سأدرس حتى أكبر ويشتري لي أبي كتباً وكمبيوتراً مثلك.
وفي اليوم التالي في المدرسة ...
سأل سامي مروان: هل ستلعب اليوم بكمبيوتر حسام؟
ابتسم مروان وقال :لا، أنا أريد أن يحبني الله، وهذه الفكرة السيئة من الشيطان، وأنا سأطرد الشيطان. تعال معي أعلمك سورة الناس حتى تطرد أنت أيضا الشيطان.